مدرسة الحوار الوطني بذمار … أمل الأبناء و حلم الآباء الذي لم يكتمل ( قصة نجاح )

‏  5 دقائق للقراءة        878    كلمة

تقرير خاص – ذمار أونلاين:

على مدى العشرات السنوات الماضية، ظلت منطقة بيت أبو عاطف وبني جلعة و التي تضم أكثر من 7 قرى في مديرية الحداء بمحافظة ذمار خارج نطاق التعليم وإحدى ضحايا التجهيل المتعمد على مدى العقود الماضية .

فمنطقتهم الريفية التي يقطنها قرابة العشرة الاف نسمة ظلت ولسنوات عديدة تفتقر لمدرسة ابتدائية يتلقى فيها أطفال تعليمهم الاساسي ويبدأون منها رحلتهم العلمية فيواصلون تعليمهم الجامعي والاكاديمي ماضين نحو غد مشرق لهم ولمنطقتهم ويشاركون في رسم ملاحم مستقبل واعد ومزدهر لوطنهم وأمتهم

وظل سكان قرى المنطقة (70 كلم شرقي مدينة ذمار ) على هذا الحال الى قبل عامين حتى سعى مجموعة من الشباب لتغيير هذا الواقع المظلم باطلاقهم مبادرة لبناء مدرسة وبدأوا يجمعون تكاليف بنائها من الاهالي وبعض المتطوعين بعد أن تخاذلت السلطات الرسمية عن القيام بدورها في بناء مدرسة اساسية لتلك المنطقة المنطقة باعتبار أن التعليم والصحة والامن من الحقوق الاساسية التي تلتزم الدولة بتوفيرها لكل مواطنيها

ومع بدء العمل في المشروع تفاعل جميع سكان القرى المستفيدة مع الشباب وعملوا بكل جهد واخلاص لانجاحها واتمام بناء المدرسة التي ظلت حلما يراودهم لعشرات السنين ، فجمعوا لها الاموال واقتطعوها من قوتهم الاساسي رغم الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة الذي يعاني منها أغلب اليمنيين نتيجة لاستمرار الحرب الدائرة في عدد من محافظات البلاد منذ أربعة اعوام.

 

ولم يقتصر دور الاهالي على الدعم المالي والمعنوي للمشروع ، بل شاركوا في بنائه وتعاونوا منذ وضعت لبناته الاولى وحملوا ومعهم أطفالهم الاحجار على أكتافهم ومعهم أطفالهم وظلوا يراقبوا وعن كثب مشروع أحلامهم وهو يبتني طوبة طوبه حتى اكتمل العمل في جزئه الاساسي .. ليمثل ما انجز منه بارقة أمل للكثير من الاباء والامهات بتغير واقع اطفالهم بالتعليم والتعليم فقط نحو مستقبل أفضل.

فأثمرت جهودهم مجتمعة في بناء ستة فصول دراسية وإدارة مدرسية وسكن للمعلمين ومخزن للكتب ، بتكلفة اجمالية بلغت اربعة مليون ريال جمعت جميعها من الاهالي والمتطوعين وبعض أصحاب الايادي البيضاء والمتبرعين من خارج المنطقة

 

الا أن الاحتياج في مشروع مدرسة الحوار الوطني ( سميت بهذا الاسم تيمنناً بمؤتمر الحوار الوطني اليمني ) لايزال قائما ولايزال القائمين عليه يواجهون الكثير من الصعوبات والتحديات في الوقت الراهن في سبيل اتمامه وتحقيق كامل اهدافه بحسب مدير المدرسة والمشرف على المشروع محمد أبو عاطف

إذ تفقتر المدرسة حاليا – والقول هنا لأبو عاطف – لابسط الاحتياجات الاساسية والمعدات الضرورية التي تمكنها من القيام بدورها التنويري للأجيال في بيئة تعليمية ملائمة وفي مقدمتها بناء 3 فصول دراسية اضافية للتخفيف من الضغط الشديد الذي تعاني منه الستة الفصول الموجودة حاليا نتيجة الاقبال الشديد على المدرسة البالغ عدد طلابها 380 طالب وطالبة من عدة قرى في المنطقة

بالاضافة الى بناء دورات مياة للطلاب والطالبات وتوفير مصدر لمياه الشرب النظيفة فيها وبناء سور حوش حول المدرسة لحماية منشئاتها من العبث وتوفير ساحة للطلاب لتنفيد انشطتهم المدرسية والرياضية في مساحة آمنة.

 

وكذا توفير الاحتياجات الضرورية للمدرسة ابتداء من الاثاث لادارة المدرسة والاجهزة الالكترونية لانشطتها وتأمين مصدر للطاقة فيها باستخدام منظومة الطاقة الشمسية كبديل للكهرباء المقطوعة في جميع مديريات المحافظة للعام الخامس على التوالي.

فضلا عن توفير المقاعد الدراسية الكافية للمدرسة حيث يفترش معظم الطلاب والطالبات الارض في جميع فصولها الدراسية في حين يلجأ بعظهم لتعبئة الاكياس الكبيرة بالرمل ثم الجلوس عليها.

وفي فصل الشتاء من كل عام تلجأ إدارة المدرسة لفرش الفصول الدراسية بما توفر لديها من المكويت لحماية الاطفال من البرد القارس وآثاره على صحتهم خاصة في ساعات الصباح باعتبار أن محافظة ذمار من أشد المحافظات اليمنية برودة في فصل الشتاء حيث وصلت درجة الحرارة القصوى الى الدرجة الثامنة المأوية تحت الصفر خلال السنوات الماضية .

يأمل مدير المدرسة محمد أبو عاطف – وهو أيضا نقيب المعلمين في محافظة ذمار – أن تحصل مدرسته الوليدة على موازنة مالية شهرية لاتقل عن 350 الف شهرياً لتغطية رواتب وأجور 9 معلمين يعملون في المدرسة بواقع 40 الف ريال لكل معلم ، و30 ألف ريال كنفقة تشغيلية للمدرسة وانشطتها المختلفة .

متطلعاً بأن تحظى مبادرتهم المجتمعية – الاولى في المحافظة والفريدة من نوعها على مستوى البلاد – باهتمام منظمة الطفولة العالمية التابعة للأمم المتحدة ” اليونسيف ” وكافة المنظمات المحلية والدولية المعنية بالطفولة والتعليم وأن تحصل على دعم يمكنها من استكمال منشئاتها الاساسية وتوفير متطلباتها الضرورية بما يمكنها من التغلب على كافة الصعوبات مواصلة رسالتها التعليمية و التنويرية في المجتمع خلال الفترة القادمة.

ويعدد محمد أبو عاطف في ختام حديثه لـ “ذمار أونلاين ” اهم الانجازات وأبرز المكاسب التي حققتها مدرسة الحوار الوطني في قرية بيت أبو عاطف والقرى المجاورة لها بمديرية الحداء أهمها انتشال 380 طالب وطالبه ومنحتهم حقهم في التعليم ، وشعجت قرابة 80 فتاة على الالتحاق بالمدرسة ومواصلة تعليمها فرفعت نسبة تعليم الفتاة في المنطقة الى 10%

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى